مخاوف أميركية: ضربات إسرائيل في لبنان “تمهد لهجوم كاسح”
قالت شبكة CBS الأميركية إن تبادل القصف الصاروخي بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان، زاد من قلق المسؤولين الأميركيين من تصعيد قد يقود المنطقة إلى نزاع أوسع بين إسرائيل والجماعة.
وأعرب مسؤولون أميركيون عن مخاوفهم من عدة سيناريوهات في المواجهة بين إسرائيل و”حزب الله”، قائلين إنهم يفسرون الضربات الأكثر عمقاً التي تشنها إسرائيل على الأراضي اللبنانية على أنها “تمهيد لمعركة تشهد هجوماً كاسحاً للقوات الإسرائيلية”.
وأضاف المسؤولون أن مخاوفهم تتزايد بشأن أن إسرائيل ستبدأ حرباً مع حزب الله في لبنان، “لا يمكن إنهاؤها دون دعم أميركي”.
وقال مسؤولون آخرون للشبكة إن مخاوفهم تتركز على حزب الله، ووصفوا سيناريو يمكن أن يؤدي فيه حجم الضربات الصاروخية اللبنانية إلى “عواقب غير مقصودة”، قد تقود إسرائيل إلى الشعور بأنها مجبرة على الرد، وهو ما قد يتسبب حينئذ في “حرب غير مقصودة”.
وفي داخل إسرائيل، أصبح تهديد “حزب الله” قضية سياسية شائكة لأن العديد من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من الشمال لا يزالون غير قادرين على العودة إلى منازلهم منذ 7 أكتوبر.
وقالت CBS إن القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله يصعب من جهود الولايات المتحدة لتهدئة التوتر في الإقليم، خاصة إذا ما انهارت جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وترى الإدارة الأميركية أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في القطاع ووقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل مترابطين.
وقال مسؤول أميركي إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يجب أن يتضمن ترتيبات محددة بشأن الحدود اللبنانية.
وأضاف: “يجب أن تكون هناك ترتيبات تسمح للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم في الشمال مع ضمانات أمنية، لا تشمل وجوداً لحزب الله كما في 6 أكتوبر الماضي، حيث كان يتواجد على الخط الأزرق”، وفق قوله.
وفي السياق، قال مسؤولون إسرائيليون، الجمعة، إن آموس هوكستين مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن سيصل إلى إسرائيل، الاثنين المقبل، في محاولة لمنع التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله” من التحول إلى حرب شاملة.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنه خلال الأيام القليلة الماضية، باتت مهمة منع العنف الدائر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية من التحول إلى حرب أولوية مُلحة للبيت الأبيض، وذلك في المرتبة الثانية بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وتوقع مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع لـ”أكسيوس”، أن يلتقي هوكستين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت لبحث تهدئة التوترات بين تل أبيب و”حزب الله”، وحثهما على عدم شن “غزو بري محدود” في لبنان.
وحذرت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، إسرائيل من شن “حرب محدودة” في لبنان، منبهة إياها إلى أن الخطوة “قد تدفع إيران إلى التدخل”.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين اثنين ومسؤول إسرائيلي، قولهم إن هناك مخاوف متزايد في الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع من أن الوضع في لبنان يصل إلى “نقطة انعطاف”.
وقال مسؤولان أميركيان لـ”أكسيوس”، إن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل بأنها لا تعتقد أن شن حرب محدودة في لبنان، أو “حرب إقليمية صغيرة”، هي خيار واقعي، لأنه سيكون من الصعب منعها من التوسع والخروج عن السيطرة.