السفيرة الأميركية الجديدة و”عين حمراء” أغضبت الفصائل الموالية لإيران
قالت المرشحة لمنصب السفير الأميركي لدى العراق تريسي جاكوبسون إن “طهران لاعب خبيث ومزعزع لاستقرار المنطقة ويهدد بمحو كل إنجازات بغداد”، مضيفة “ندرك أن التهديد الرئيس هو الميليشيات المتحالفة مع إيران”.
رؤية وضحتها جاكوبسون خلال جلسة استماع خاصة أمام لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للعلاقات الخارجية، وبدا خلالها أن المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى بغداد استبقت الأمور وأعلنت عن خططها المستقبلية في العراق بعد تسلمها المنصب وسياستها التي ستتبعها ضد الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
وتبرز تصريحات السفيرة الأميركية وسط هدوء نسبي تشهده المواجهات بين الولايات المتحدة والفصائل المسلحة خصوصاً بعد الهدنة التي أعلنتها “كتائب حزب الله” العراقية متعهدة عدم استهداف المقار الأميركية على الأراضي العراقية ومن بينها السفارة.
ولاقت تصريحات المرشحة لمنصب السفيرة الأميركية ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية العراقية وبخاصة الموالية لإيران.
واعتبر المستشار الأمني لرئيس مجلس الوزراء العراقي خالد اليعقوبي أن حديث جاكوبسون “لا يتناسب ومهام عملها” قائلاً في منشور له على منصة “إكس”، “شاهدنا جلسة الاستماع الخاصة بالمرشحة لموقع سفيرة الولايات المتحدة وما فيها من عدم فهم واضح للعراق الجديد المتعافي، وتدخلاً في شؤونه الداخلية والإساءة إلى جيرانه”.
وأضاف اليعقوبي “على السيدة المرشحة أن تعي حقيقة واضحة أن جملة مما تحدثت به لا يتناسب ومهام عملها الجديد”، مشيراً إلى أن “مهمتها المرتقبة محددة بالاتفاقات والمعاهدات الدولية الواضحة”.
ومن جهتها وصفت كتلة “صادقون” البرلمانية الممثل لـ”عصائب أهل الحق” التي يتزعمها قيس الخزعلي، تصريحات المرشحة لمنصب سفيرة واشنطن لدى بغداد بأنها “استفزاز للعراق”.
وقالت الكتلة في بيان “تلك التصريحات تجاوز سافر لأسس العلاقات الدولية وتمثل استخفافاً بدور بغداد الإقليمي وقدرتها على تحديد أولويات سياستها الخارجية، مما يعزز القناعة باستمرار الإدارة الأميركية ومن يمثلها بالتعامل مع العراق بصفته بلداً محتلاً وتحت وصايتها، التي لن نتقبلها تحت أي ظرف”.
وعملت جاكوبسون سفيرة في عدد من الدول هي تركمانستان وطاجيكستان وكوسوفو وكذلك كقائمة بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى إثيوبيا، قبل ترشيحها للعمل كسفيرة لدى العراق. وبحسب الدبلوماسية الأميركية فإن” هذه التجارب جعلتها أكثر تأهيلاً لتعزيز المصالح الأميركية في العراق”.
المتخصص في مجال العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية عصام الفيلي أوضح أن السفيرة الأميركية ستعمل على التهدئة عند تسلمها منصب السفير لدى بغداد رسمياً، مشيراً إلى أن حكومة بغداد لن ترفض تعيينها.
وقال الفيلي “إن السفيرة الأميركية تتحدث عن سياسة الولايات المتحدة بالعراق وكثير من القوى التي شملها خطاب جاكوبسون قلقة من الفترة المقبلة لإدراكها أن لديها تحديات مستقبلية في طبيعة العلاقة مع أميركا، ولذلك تخشى من هذه التصريحات والخوف أن يكون استهدافاً حقيقياً لقادة الفصائل”.