“العمال” البريطاني يتفوق على “المحافظين” في جمع التبرعات
حجَّم حزب “العمال” حزب “المحافظين” وتفوق عليه بأشواط في حملة جمع التبرعات وسط تخلي كبار المانحين عن حزب ريشي سوناك قبيل الانتخابات العامة التي ستجرى في الرابع من يوليو (تموز) المقبل.
وكشفت الأرقام التي نشرت الجمعة عن أن “المحافظين” جمعوا ما يناهز 292500 جنيه استرليني (370114 دولاراً) بين السادس والـ12 من يونيو (حزيران) بعد بضعة أسابيع من دعوة رئيس الحكومة إلى إجراء انتخابات عامة.
وفي المقابل، توافد المانحون للاصطفاف خلف سير كير ستارمر في محاولته الدخول إلى داونينغ ستريت من الباب العريض وضخوا 4.4 مليون جنيه استرليني (5.5 مليون دولار) في صناديق حزب “العمال”.
وبعد أن وضعت سلسلة من استطلاعات الرأي حزب “المحافظين” على سكة هزيمة تاريخية سيمنى بها، شكلت إحصاءات مفوضية الانتخابات المؤشر الأخير على الهزيمة الانتخابية الساحقة التي تواجه الحزب.
ويعد رقم التبرعات المزري الذي حققه المحافظون أقل من ثلث مبلغ الـ742 ألف جنيه استرليني (938 ألف دولار) الذي جمعه حزب ريفورم يو كاي” (الإصلاح البريطاني) منذ العودة الصادمة والمدوية لناجل فاراج كزعيم وترشحه للانتخابات عن دائرة كلاكتون. وعلى رغم أن استطلاعات الرأي تشير أيضاً إلى أن سوناك قد يواجه صعوبة في إعادة حزب “المحافظين” ليتبوأ مركز ثاني أكبر حزب في البرلمان، جمع المحافظون من جهتهم مبلغاً أقل من حزب “الليبراليين الديمقراطيين” بزعامة سير إد ديفي الذي جمع 335 ألف جنيه استرليني (423 ألف دولار).
ويأتي ذلك بعد أيام من كشف صحيفة “اندبندنت” عن أن حزب “العمال” تفوق بفارق أشواط على كل الأحزاب الأخرى مجتمعة على إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي منذ الدعوة للانتخابات العامة.
ووجد التحليل الذي قامت به منظمة “هو تارغتس مي” Who Targets Me غير الربحية التي تعنى بالإنفاق الانتخابي بأن حزب “العمال” أنفق أكثر من 2.4 مليون جنيه استرليني (3 ملايين دولار) على وسائل التواصل الاجتماعي منذ بداية حملة الانتخابات العامة. وفي غضون ذلك، أنفق المحافظون ما يعادل 906916 جنيهاً استرلينياً (1147565 دولاراً) وسط انتشار إشاعات بأن الحزب يواجه صعوبات مالية.
وفي هذا السياق، أجبر المحافظون على التخلي عن بث انتخابي مبهرج واستعاض عنه بإعادة نشر فيديو مؤتمر صحافي عقدته السكرتيرة الأولى لوزارة الخزانة لورا تروت قبل أسبوع.
وفي المقابل، بث حزب “العمال” فيلماً تم إنتاجه بصورة احترافية لسير كير وهو يتحدث إلى خبير كرة القدم غاري نيفيل وهما يتنزهان في منطقة ليك ديستريكت.
وتشير الأرقام الأخيرة التي نشرتها مفوضية الانتخابات إلى أن المحافظين جمعوا 889 ألف جنيه استرليني (1.12 مليون دولار) فقط خلال الحملة حتى الآن.
وفي المرحلة نفسها من حملة عام 2019 بزعامة بوريس جونسون كان الحزب قد جمع 8.7 مليون جنيه استرليني (11 مليون دولار).
وتمثلت أبرز التبرعات في مساهمتين بقيمة 50 ألف جنيه استرليني (63 ألف دولار) من سلسلة متاجر الجملة “بيست واي هولسايل” Bestway Wholesale، المملوكة من قبل موالي المحافظين اللورد زامير شودري من خلال مجموعة “بيست واي غروب” ومقرها غيرنسي، ومنظمة أخرى تدعى “سبرينغ لانش” The Spring Lunch.
وتعد “سبرينغ لانش” جمعية غير مسجلة (فردية) ولهذا ليست ملزمة تقديم سجلات للذين يديرونها ولكنها تورد عنواناً لمركزها في بولهام سانت ماري، نورفولك، في التفاصيل التي قدمتها لمفوضية الانتخابات.
في المقلب الآخر، جمع حزب “العمال” 4.4 مليون جنيه استرليني (5.5 مليون دولار) في الأسبوع الثاني من الحملات الانتخابية بفضل تبرع بقيمة 2.5 مليون جنيه استرليني (3.16 مليون دولار) قدمه المالك السابق لسلسلة متاجر “ساينسبري” اللورد ديفيد ساينسبري.
وتضم قائمة المتبرعين البارزين لحزب “العمال” الرئيس التنفيذي لشركة “أوتوغلاس” Autoglass غاري لوبنر الذي تبرع بمبلغ 900 ألف جنيه استرليني (1.13 مليون دولار) فضلاً عن مدير صندوق التحوط مارتن تايلور الذي تبرع بمبلغ ناهز 700 ألف جنيه استرليني (885 ألف دولار).
وتبرعت نقابة سائقي القطارات “آسليف ” Aslef بمبلغ 100 ألف جنيه استرليني (126 ألف دولار) للحزب فضلاً عن الرئيس التنفيذي السابق لشركة “كابل أند وايرلس” Cable and Wireless نيك رازي.
وبلغ مجموع التبرعات لحزب “العمال” في أول أسبوعين من انطلاق الحملة ما يناهز 5.3 مليون جنيه استرليني (6.7 مليون دولار).
وفي سياق متصل، جمع حزب “إصلاح المملكة المتحدة” “ريفورم يو كاي” 742 ألف جنيه استرليني (938 ألف دولار) في الأسبوع الثاني من حملة التبرعات ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تبرع بقيمة 500 ألف جنيه استرليني (623 ألف دولار) من شركة “بريتن مينز بزنس لمتد” Britain Means Business Ltd وهي شركة يديرها زعيم الحزب ريتشارد تايس.
كما حصل الحزب على 50 ألف جنيه استرليني (63 ألف دولار) من نجمة البوب السابقة وممثلة “نايبورز” Neighbours هولي فالانس التي قدمت حفل جمع تبرعات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في لندن بعد أسبوعين من إدانته بتهمة تزوير سجلات تجارية.
وأشارت تقارير إلى أن حزب “الإصلاح” تلقى 1.5 مليون جنيه استرليني (1.9 مليون دولار) منذ إعلان ناجل فاراج بأنه سيترشح عن دائرة كلاكتون.
بيد أن الأرقام التي نشرت الجمعة أظهرت بأن الحزب جمع 882 ألف جنيه استرليني (1.11 مليون دولار) في تبرعات بارزة خلال أول أسبوعين من انطلاق الحملة محققاً رقماً أقل بقليل من العدد الذي جمعه المحافظون.
وفي هذا الإطار، قالت المديرة الشريكة في مؤسسة الاستطلاعات “سافانتا” Savanta إيما ليفن: “يحب المانحون دعم فائز وتدل كل المؤشرات على أن حزب العمال يتجه إلى تحقيق غالبية ساحقة في البرلمان. يقترح تحليل تعقب الأعمال الذي أجرته سافانتا بأن ستارمر وريفز قاموا بعمل رائع في إعادة توصيف حزب العمال كحزب بوسع قادة ورواد الأعمال الوثوق به ولهذا حقق فارق 13 نقطة في أوساط صناع القرار في مجال الأعمال”.