من النادر أن يتأخر فريق بهدفين وهو يلعب على أرض المتصدر ثم يعود ويردها مضاعفة خلال 30 دقيقة فقط.
تسجيل لاعبيك الرباعية في هذه المدة الوجيزة أمام فريق قوي هذا يعني أنك الأقوى، أن تمر 20 جولة وأنت بلا خسارة هذا مؤشر آخر، أما أن تواجه أشرس منافسيك ثلاث مرات في الموسم وتهزمه فهذا سيد الأدلة بأن الأهلي بطل الموسم حتى وإن خانته قدرته على جمع النقاط.
في المقابل، لا يختلف اثنان على أن النصر كعناصر فريق مميز، خصوصاً إذا أمعنا النظر في دكة البدلاء، صحيح أن أدريان هو الأجنبي الوحيد الذي يصنع الفارق، وأقصد هنا بالفارق أنه متى ما غاب يترك فراغاً في الفريق، وحينما يحضر يكون مصدر قوة، أقول على رغم عدم تميز بقية الأجانب إلا أن العناصر المحلية استطاعت تعويض هذا القصور، لكن روح «الأصفر» ليست كما كانت عليه في الموسم الماضي، ولا أعلم ما السبب بالتحديد، هل رحلت مع كارينيو؟ أم أن اللاعبين تشبعوا من الانتصارات؟ أم أن هناك أسباباً أخرى لا يعلمها إلا المُطّلعون على ما يدور خلف كواليس أصفر العاصمة؟
المفارقة أن النصر في العام الماضي حينما كان في أوج التحدي، استطاع أن يقلب خسارته بهدفين وطرد أمام الأهلي إلى انتصار، ومن تلك المباراة انطلق نحو لقب الدوري، وكان اللقاء شبيهاً بما حدث في لقاء (الأحد) الماضي، حتى الروح التي كان عليها الأهلاويون في اللقاء الأخير ذكرتني بروح «متصدر لا تكلمني» في العام الماضي.
صحيح أن النصر متقدم بنقطتين، والفريق لا يزال يقدم مستويات جيدة، لكنه سيواجه فرقاً أقوى من التي سيقابلها منافسه، أي أن فرصة الأهلي تعتبر أفضل لتجميع النقاط من المباريات المتبقية، ويضاف إلى ذلك أن «الملكي» أكثر تعطشاً لتحقيق بطولة الدوري بعد غياب يزيد على 30 عاماً.
وللحق أقول أن الأهلي هو أنجح الأندية عملاً هذا الموسم، فبلا ضجيج أو بهرجة إعلامية حسم صفقات مميزة تمثلت في: المقهوي، العمري، السوما، عبدالشافي، أوزفالدو، كردي، إلى جانب أميز مدربي الدوري حتى الآن غروس، كما يسجل لإدارته إبرام صفقات رعاية أهمها عقد الخطوط القطرية، الذي يُقال أنه الرقم الأعلى في سوق الرعايات.
الجميل في الدوري أن مساحة المنافسة اتسعت في الجولات الخمس الأخيرة، وبات من المؤكد أنه لن يحسم تقريباً إلا في الجولة الأخيرة، على عكس ما حدث في المواسم الأربعة الأخيرة، وهذا ما يُضيف إلى المنافسة قيمة ملموسة، بل أن الفرصة لا تزال سانحة لأربعة فرق لتحقيق اللقب، أي أنه لا يحسب للأهلي تميزه في هذا الموسم فحسب، بل يسجل له أيضاً أنه فتح أبواب الأمل من جديد للهلال والاتحاد لملاحقة المتصدر النصر نحو اللقب.
هذا الموسم أربعة متنافسين ونتمناهم في الموسم المقبل ستة!