صحيح أن لقب الدوري السعودي قد حُسم (الأحد) قبل الماضي وكذلك هوية الهابطيَن، ولكن الصحيح أيضاً أن اليوم الأخير حمل في جعبته الكثير من الإثارة والترقب لتحطيم أرقام قياسية نصراوية في حال حدوثها، وكذلك معرفة هوية المتأهل الثالث إلى دوري أبطال آسيا، وهل سيبقى الأهلي من دون هزيمة، ومن سيكون هدافاً للدوري إضافة إلى تساؤلات حول كيف ستكون حفلة تتويج البطل؟ كُل هذه التساؤلات عرفنا إجاباتها الآن، إذ كانت حفلة التتويج أسطورية وعالمية، لكن لا النصر كسر رقم الـ20 انتصاراً في الدوري لأنه تعادل مع الشباب، ولا وصل إلى النقطة 66، ولم تتغير هوية هدّاف الدوري فبقي اللقب في عهدة أول لاعب سوري في تاريخ الكرة السعودية يتوج هدافاً بـ22 هدفاً من أول موسم يشارك فيه وهو عمر السومة، الذي كان قادراً على الوصول إلى أرقام أعلى لو لم يتعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب وأخرجته من المباراة الأخيرة لفريقه أمام الاتحاد، التي كادت أن تشهد الخسارة الأولى والأخيرة للأهلي في الدوري ولكن سلمان المؤشر كان له رأي آخر وحافظ على سجل فريقه خالياً من الهزائم، ليكون الأهلي حالة فريدة في منطقتنا وربما في العالم أن يُنهي فريق الدوري بأكمله من دون خسارة ومع هذا لا يتوج باللقب. ولكن مخطئ جداً من يحصر إنجازات الأهلي قياساً على تحقيق لقب، فلديه مدرب هو الأفضل من دون منازع في الدوري مع كامل احترامي للبقية بما فيهم الأوروغوياني داسيلفا مدرب النصر بطل الدوري (وهذا مجرد رأي شخصي)، وأيضاً لديه مواهب ممتازة تحتاج فقط إلى تدعيم للدكة فعنده السومة هدّاف الدوري والقلب النابض تيسير الجاسم والموهبة الرائعة سلمان المؤشر ووليد باخشوين وبرونو سيزار إن كان في يومه، ولهذا استغرب من بعض الجماهير الأهلاوية الغاضبة من عدم تحقيق اللقب، فكرة القدم ليست واحد زائد واحد يساوي اثنان، بل فيها عوامل تخرج عن سيطرة أي مدرب أو إدارة، ومن غير المعقول ولا حتى المقبول أن يفكر الأمير فهد بن خالد بالاستقالة لأن فريقه أدى موسماً رائعاً وما زال موجوداً في دوري أبطال آسيا وسيلعب يوم الأربعاء مع نفط طهران، وهو يحمل لقب كأس ولي العهد من أمام الهلال وبـ10 لاعبين ولا أعرف أية رسالة ستصل لمشجعي الأهلي؟ ويعتقد البعض أن الهلال هو من خرج بأفدح الخسائر، إذ خسر رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد وخسر مدربه ريجي، ولكني أراه أيضاً كسب اليوناني دونيس الذي أعتقد أنه يجب أن يبقى في حال رغب بذلك، وأيضاً كسب الآسيوية الموسم المقبل، ولكنه يحتاج لحزم إداري أكبر في المرحلة الحالية، خصوصاً ضبط اللاعبين وانفعالاتهم وتصرفاتهم داخل الملعب وحتى خارجه. دوري عبداللطيف جميل هذا الموسم كان رائعاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وإن شابته إصابات الرباط الصليبي والحديث الذي لا ينتهي عن التحكيم، ولكنه موسم أوفى بوعوده وكانت شاشة «إم بي سي برو سبورت»، وحتى مجموعة «إم بي سي» بأكملها داعماً حقيقياً لهذا التميز، والوعد بصورة ومضمون أحلى وأجمل وأقوى في الموسم المقبل. نقلاً عن صحيفة الحياة