بدون نقاش، تحظى الكرة السعودية بالاهتمام الأكبر إعلامياً في المنطقة بسبب قوة الآلة الإعلامية فيها والتابعة لها وتلك الباحثة عن المعلنين والمتابعين، إضافة إلى قوة دورها والتعداد السكاني للمملكة وتعدد المواهب وكثرة الإنجازات عربياً وقارياً، ويكفي أن المنتخب السعودي هو الوحيد الذي تأهل لنهائيات كؤوس العالم أربع مرات متتالية ونال لقب أمم آسيا ثلاث مرات وحل وصيفاً ثلاث مرات أيضاً ونال لقب الخليج والعرب ووصيف بطولة القارات وأنديته توجت على عرش القارة عدة مرات.
ومن نافل القول إن الوجود السعودي، في وسائل التواصل الاجتماعي، هو الأول عربياً وربماً عالمياً، ولهذا فإن أي لاعب أو ناد أو منتخب سعودي يكون طرفاً في مباراة تجد أن هذه المباراة تحظى بجماهيرية ومتابعة إعلامية كبيرة، ومنها كأس السوبر التي ستقام في لندن بين، عملاقي الكرة السعودية، النصر بطل الدوري وكأس ولي العهد والهلال بطل كأس الملك.
هذه المباراة أخذت مساحة كبيرة من الاهتمام وسيسافر الآلاف إلى لندن لمتابعتها، على رغم صغر حجم الملعب الذي ستقام عليه وعلى رغم الخلافات حول لماذا تقام تحديداً في لندن وليس في دبي مثلاً، وقيل إن حرارة ورطوبة دبي في شهر آب (أغسطس) كانت السبب الرئيس وراء عدم أقامتها هناك، على رغم وجود أعداد كبيرة من السعوديين فيها خلال فترة العطلات.
البعض يقول إن قوة الإعلام الرياضي السعودي ووسائل التواصل الاجتماعي أكبر بكثير من المستوى الحقيقي للكرة فيها، ولكن الأمور في النهاية واقع محسوس والواقع يقول إن لعبة كرة القدم هي صاحبة الاهتمام الأكبر بين السكان وهم من يقررون حجم المتابعة وحجم الاهتمام، وما رأيت سعودياً يوماً إلا وبادرني بالسؤال «أنت تشجع من؟» وهذا هلالي وذاك نصراوي أو شبابي ورابع أهلاوي وخامس اتحادي وسادس اتفاقي، ونجوم الكرة أشهر من النيران على الأعلام ويتقاضون الملايين ولهم متابعون أيضاً بالملايين في وسائل التواصل، ومن هنا جاء الاهتمام غير المسبوق بأول سوبر سعودي (خارجي) وتشاء القرارات أن يكون (إنكليزياً)، وأعتقد أن من قرر ذلك وفّق بناء على موعد السوبر وهو شهر الحر الأشد في المنطقة وشهر عطلة أيضاً، أي أن غالبية السكان مسافرون، ومن شاهد أعداد الخليجيين والسعوديين في برشلونة وباريس ولندن سيعرف تماماً أن اختيار المكان كان موفقاً جداً، وهذا برأيي الشخصي، الذي قد يختلف معي الآخرون حوله. وأتمنى أن يكون هناك سوبر سعودي في القاهرة ودبي وأبوظبي والدوحة وبيروت بعد أن تكون الأجواء مهيئة تماماً في بعض العواصم العربية لاستضافة مثل هذا الحدث، وأيضاً أتمنى أن يكون هناك سوبر سعودي إماراتي ومصري وقطري وبحريني وعماني وجزائري ومغربي وعراقي وأردني أو أي لقاء قمة بين بطل الدوري السعودي وأبطال الدوري في الدول العربية وهو ما يترقبه الجميع وهذه المرة أيضاً في فيينا بودية النصر والعين في الـ2 من أغسطس، التي أراها استعداداً قوياً لمواجهة الهلال يوم 14 إيذاناً بافتتاح الموسم الكروي السعودي 2015 – 2016.