سما العالم ـ بقلم ـ د. غادة ناجي طنطاوي Ghada_tantawi@

أعلنت ملكة جمال اليونان، رافائيلا بلاستيرا، عن انسحابها من مسابقة ملكة جمال الكون التي تنظمها إسرائيل ديسمبر المقبل، قائلة؛ “لا يمكنني الصعود إلى تلك المرحلة والتصرف وكأن لا شئ يحدث، بينما يقاتل الناس من أجل حياتهم هناك، لم أسكن فلسطين يومًا.. لكن فلسطين دومًا في قلبي”.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي ينسحب فيها بعضٌ من الفنانين من فعاليات ينظمها المعتدي الغاشم، بسبب الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق النساء والأطفال.
التاريخ لاينفي دَخَول بنو إسرائيل القُدس فِي عَهدِ النبي دَاوُد وَابنِه سُلَيمَانَ -عَلَيهِمَا السَّلَامُ- أقاموا فيها قرابة سَبعِينَ سَنَة فَقَط..!! هِيَ عُمرُ اليَهُود فِي القُدسِ بِلَا زِيَادَةٍ وَلَا نُقصَان، وَهِيَ فَترَةٌ قَصِيرَةٌ جِدًّا مِن تَارِيخِها الذي يَتَكَوَّنُ مِن مَرَاحِل طَويلَة، كُلُّ مَرحَلَةٍ مِنهَا دَامَت مِئَاتِ السِّنِين.. علاوةً على ذلك عندما دخل المُسلِمُونَ المَدِينَةَ وتَجَوَّلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- فيها مَعَ (صَفَرونيُوس) الذي كان أُسقُف المَدِينَةِ – آنذاك – لِيَرَى معالمها لَمْ يَكُن هُنَالِكَ مَعبَداً وَلَا هَيكَلاً يَهُودِيًّا وَاحِدًا وَلا يغيب عن الذكر أَنَّ الصَّحَابَةَ -رَضِي اللَّهُ عَنهُم- أَقَرُّوا النَّصَارَى عَلَى مَا كَانَ لهم مِن مَعَابِد، لَمْ يَمَسُّوهَا بِسُوء، لَم يَهدِمُوها وَلَمْ يَستَولُوا مِنهَا عَلَى شَئ. ولو كَانَ لِليَهُود مَعبَد فِي مَدِينَةِ القُدسِ في تلك الفترة لَأَبقَاه عمر رضي الله عنه عَلَى حَالِهِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَهُم يَدَّعُونَ الحَقَّ التَارِيخِيَّ فِي القدس، وَيَقُولُونَ إِنَّهُم أَحَقُّ بِهَا، إِذْ هِيَ مَوعُودُ الرَّبِّ.
كن على يقين بأن عدوك الأول هم الصهاينة، فالصَهيَنَة فكرٌ ولُوبِي سياسي خبيث.. أما اليهودية فهي شريعة من شرائع الله، نؤمن بها ونختلف معهم، بسبب نهجٍ اتَّبَعُوُه في قتل الأنبياء بغير حق وتاريخ ذاع صيته في الخيانة.
المثير للدهشة.. نسي العالم أم، يشهد التاريخ بأنها لم تنجب سوى الأبطال..أم تعلم أطفالها في سنٍ صغير الجَسَارة.. كانوا وقودًا لحربٍ اشتعلت دون ذنبهم فَتَسَلَّحُوا بالحجارة، لِيُصَنَّفَ المحتل بأنه يقيم فعاليات، مواكبةً للحضارة..!! نسي العالم فتيات عَانَقنَ السلاح منذ نعومة أظافِرهن.. واَغتُصِبنَ في كل شارعٍ وحارة، وأصبحت اسرائيل تندد بحقوق الإنسان المغتصبة جهارًا..!! أمروا الأقلام أن تَخرَس عن حق دولةٍ تحولت حياتها إلى خارطة بلا حدود.. لايُوجَد في شوارعها سوى جثث نَخَرها الدود وحق للعزة مسلوب، منددين بِمُراسِلٍ أُريقَ دمه أثناء بث خبر مكذوب..!! متى ستتذكر منظمات السلام الحديث عن أطفالٍ لم يعرفوا هدايا الأعياد.. وحملوا رايات الموت صغارًا لتحرير البلاد..!!
متى سيستيقظ الإعلام من سباته العميق..؟؟ متى سَنُطَالب العالم بهوية الأراضي المغتصبة باسم الإسلام والعروبة..؟؟ كأولى القبلتين، ثالث المسجدين، مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم و معراجه إلى السماء .