المنتخب السعودي: كبوة أم فرصة للتغيير؟
بقلم: هديل الشهري
عاشت الجماهير السعودية اليوم لحظة من الألم والإحباط بعد خسارة المنتخب الوطني أمام نظيره الإندونيسي، الذي أثبت تطوره الكبير في السنوات الأخيرة!!
قد يكون هذا الواقع صادمًا للبعض، بالنظر إلى التاريخ المشرف للمنتخب السعودي، الذي لطالما كان “سيد آسيا” ومصدرًا لاكتشاف مواهب كروية كبيرة أثرت الساحة القارية والعالمية. ومع ذلك، فإن هذه الخسارة ليست فشلًا بقدر ما هي دعوة للتقييم وإعادة البناء.
الخسارة المؤسفة تكشف عن حاجة المنتخب السعودي إلى استراتيجية جديدة تتناسب مع تغيرات كرة القدم الحديثة. لم يعد الاعتماد على الإرث والتاريخ كافيًا في مواجهة المنتخبات الآسيوية التي شهدت تطورًا ملحوظًا في بنيتها الفنية والتكتيكية. الأمر يتطلب وضع “خريطة طريق” تُعيد صياغة فكر اللاعب السعودي، وتمنحه الأدوات اللازمة للنجاح في الساحة الدولية.
من أهم القضايا التي تواجه الكرة السعودية هي نقص الفرص للاحتراف الخارجي. تجربة الاحتراف تمنح اللاعب خبرة تنافسية، تطور من مستواه الفني، وتجعله أكثر جاهزية لمواجهة خصوم مختلفي الأساليب. الاستثمار في إرسال اللاعبين الشباب إلى الدوريات الأوروبية وغيرها يجب أن يكون أولوية قصوى لتطوير المواهب السعودية وتحويلها إلى نجوم عالميين.
لا شك أن الاتحاد السعودي لكرة القدم يتحمل جزءًا من المسؤولية عن هذه المرحلة. من الضروري أن تكون هناك جلسة مكاشفة بين الاتحاد والمدرب هيرفي رينارد لمناقشة مكامن الخلل والعمل على تصحيح المسار. يجب أن يكون هناك تفكير مبتكر لاستغلال العناصر المتاحة بأفضل شكل ممكن، مع النظر إلى تطوير خطط تكتيكية تتماشى مع تطورات اللعبة.
كرة القدم الآسيوية أصبحت أكثر تنافسية، والمنتخبات الأخرى لم تعد خصمًا سهلًا. تطور المنتخبات مثل إندونيسيا وغيرها يعكس أهمية الاستثمار في تطوير القواعد الأساسية لكرة القدم من أكاديميات ومواهب شابة. المنتخب السعودي بحاجة إلى مواكبة هذا التطور من خلال بناء منظومة متكاملة تهتم بالفئات السنية، وتنمية المواهب منذ الصغر.
كما يقال، “لكل جواد كبوة”. ولكن الكبوة لا تعني النهاية، بل هي فرصة لتصحيح الأخطاء وإعادة البناء. المنتخب السعودي يمتلك من المواهب والقدرات ما يجعله قادرًا على العودة إلى القمة، شريطة العمل بجدية واستثمار الإمكانات بشكل أفضل.
قد تكون الخسارة أمام إندونيسيا محطة صعبة، لكنها ليست النهاية. الطريق إلى المجد مليء بالعقبات، ولكن المنتخب السعودي لديه تاريخ عريق وإمكانات كبيرة تجعل من الممكن استعادة الهيبة. التغيير يبدأ بالاعتراف بالواقع، وتحديد نقاط الضعف، والعمل على تحسينها بخطط طويلة المدى.
في النهاية، المنتخب السعودي لم يفشل، بل هو في مرحلة من التحديات و المغامرات التي تحتاج إلى رؤية واضحة وإصرار على التقدم. الأمل كبير في أن تكون هذه الكبوة بداية لمرحلة جديدة من النجاح والتميز في كرة القدم الآسيوية والعالمية،
وشمس تطلع …فوز يبان!!